جزيرة أرتل من أكبر جزائر الشريق وأكثرها كثافة سكانية، وقد كانت أول جزر الشريق التي تنشأ بها مدرسة ونقطة غيار وهذا يدل على كثافتها السكانية و تطلعات و حراك أهلها.
وفي العهد المسيحي كان لجزيرة أرتل مكانتها، فمن مخلفات العهد المسيحي في أرتل كنسيتان، واحدة حولت لمسجد البوشاب والأخرى مسجد الحاج حمد الله.
ووجود الكنيستين يدل على الكثافة السكانية التي شهدتها الجزيرة في ذلك العهد وهناك ظاهرة ملفتة للنظر في منطقة التكاكي (التكاكي الإسم القديم لمنطقة الرباطاب)، لاحظها الدكتور أحمد المعتصم الشيخ في بحثه المؤهل لنيل الدكتوراة، لاحظ دكتور أحمد المعتصم تحول العديد من الكنائس إلى خلاوي عندما تحول السكان إلى الإسلام وفي بعضها ما زالت ترى على جدرانها الرسوم والرموز المسيحية وهذه الظاهرة لا تحدث كثيرا حتى في الأقاليم المجاورة مثل مملكة دنقلا، هناك نشأت مساجد جديدة على الطراز الإسلامي وهجرت مباني الكنائس واستعمل بعضها زرائب للبهائم، أما في التكاكي فهذا يدل علىأن القائمين بأمر هذه المؤسسات هم الذين قاموا بتحويلها لمباني تتبع مؤسسات الدين الجديد وغير أرتل رصد الدكتور أحمد مجموعة من الكنائس تحولت إلى مساجد وخلاوي و مزارات إسلامية منها كنيسة مرو التي أصبحت خلاوي الفكي عيسى وكنيسة الزومة التي أصبحت خلوة الفكي عبد المطلب وفي جزيرة مري أصبحت مسجد الفكي حمدين وفي قنديسي أصبحت مزار الفكي ود فلاتي.
ويبدو أن استيعاب التغيير الذي حدث للكنائس والمسيحية بعد سيادة الإسلام، أدى إلى قيام الذهن الشعبي بإعادة صياغة دور الكنيسة والقسيس في المصطلحات المحلية دون أن يثير ذلك أي هزة في المجتمع.
ومن الأمور المميزة في جزيرة أرتل هو ذلك التجمع الأرتلاوي في الصف الوسطاني شمال السوق، الركن الأقرب لمبنى المدرسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق