شعر المديح النبوي عند "العبابسه"
أولا: الشيخ عثمان القلوباوي
قال الشيخ عثمان القلوباوي العباسي نفع الله به الأمة جمعاء
في مدح المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:
هل تعلمون مصارع العشاق
عند الوداع بلوعة الأشواق
لو كنت شاهد حالهم يوم النوى
لرأيت ما يلقون غير مطاق
منهم كئيب لا يمل بكاءه
قد أحرقته مدامع الآماق
ومحرق الأحشاء أشعل نارها
طول الوجيب بقلبه الخفاق
وموله لا يستطيع كلامه
مما يقاسي في الهوى ويلاقي
خرس اللسان فلا يطيق عبارة
ألم ألمَّ وما به من راق
ما للحبيب من المنون وقاية
إن لم يجد محبوبه بتلاقي
قلوباوي عبدك ذاهب بغرامه
فاعطف بلطف منك أو إشفاق
ثم الصلاة على نبيك أحمد
قمر النبوة ضحوة الإشراق
ما غرد القمري أنشد حاديا
وما لمعت لديك بوارق الأشواق
وقال في مدح آبائه وأجداده من مشايخ "العبابسة" الأكارم واتصالهم بخير البرية صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:
قوم بأحمد في الكرام تمسكوا
وبحبه في العالمين تهتكوا
وبجاهه تعلقوا وتشبكوا
ووداده حج لهم وتنسك
.
يبغون أحمد عند غايات المنى
وبه يحوزون المسرة والغنى
متمسكين به ويرجون الغنى
لله در قلوبهمُ لهم الهنا
.
الحب أبكاهم وأنحل جسمهم
ومحا وأفنى في الحقيقة رسمهم
قد أدغموا في إسم أحمد إسمهم
مذ قد دعا نادي المحبة وسمهم
.
شربوا بكاسات المحبة مترعا
وبذاك قد صرعوا ويا لك مصرعا
نالوا الفخار به وطابوا منبعا
وزكت أصولهمو نضارا مينعا
.
متحققين بنوره في أنسهم
أحياء قد عاشوا به في رمسهم
متطلعين لنوره في قدسهم
متشربين بسره في سرهم
.
ولاهم الرحمن عنه نيابةً
ملكوا القلوب محبة وإنابةً
فعلاهمو من اسم أحمد هابةً
نور تلبيه القلوب إجابةً
.
ثم الصلاة على من أتانا إجابةً
من جد إبراهيم وإسماعيل قرابةً
ما قال القلوباوي جملة وإجابةً
نحن بنو العباس نسبة وقرابةً
ومن وارداته في مدح خير البرية أيضا قوله:
مدح النبي اليوم كل مرادي
فمديحه يطفي اللهيب الصادي
طيف الرسول سرى فهز مشاعري
والشوق ألهب مهجتي وفؤادي
يا ناشر الإسلام إن قصائدي
بلغت بمدحك رفقة الإنشاد
في يوم مولدك السماء تزينت
بكواكب الأفراح والأعياد
والطير في قفص الهناء طروبة
سكرى بخمرة ليلة الميلاد
والناس بين مهلل ومكبر
والكل يهتف قلبه وينادي
الله أكبر أرسل الهادي لنا
بالخير بشرنا وبالإسعاد
يا خير خلق الله يا علم الهدى
يا شافعا للناس في الميعاد
أنل القلوباوي الضعيف مراحما
يكسى بها سترا من الحساد
صلى عليك الله ياعلم الهدى
ما زار سرحك رائح أو غادي
وقال أيضا في مدح الذات النبوية الشريفة:
يا رب صل على النبي إمامنا
المصطفى خير الأنام شفيعنا
يا راحلا إن جئت وادي المنحنى
فاحطط به وانزل على كنز الغنى
وارع الذمام لجيرة حلوا به
وانشد فؤادا ضاع في ذاك الفنا
واقري السلام أهيله عني وصف
ما حل بي بعد البعاد من العنى
واستعطف الأحباب كي ما يعطفوا
فهمو همو أهل المكارم والثنا
واسألهمو بالله ألا يقطعوا
حبل المحب المستهام وإن جنى
قل يا كرام الحي هل من زورة
أو عودة لمريض هجر قد فنى
لم يبق هذا الهجر من فضلاته
إلا إهابا فوق عظم قد ضنى
يا قرب نجدكمو تطيلون الجفا
لمتيم حشيت جوارحه عنا
تلفا بكم متعشقا لجنابكم
ومطالبا لوصالكم أقصى المنى
إني لأرثي من بُلي ببعادكم
مثلي وأغبط من إليكم قد دنا
وأرى الحياة إذا خلت عن وصلكم
إن الممات أسر منها والفنا
بودادكم تحيا القلوب وفيكمو
نور السرائر خير شيء يقتنى
وبقربكم ووصالكم تتنعم الأ
رواح في روض المسرة والهنا
في مقعد الصدق الذي قد أشرقت
أنواره بالعند يا لك من ثنا
أنتم مرادي لا أبالي بعدما
ترضوا علي ومن أحب ومن ثنا
يا رب صل على النبي من بنى
لبنة الإسلام أفضل من بنى
وعلى الكرام التابعين وثم قل
قلوباوي "مرحب" ثم "مرحب" عندنا
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق