
الجزء الرابع
من صفحة 24 إلى صفحة 42
الواثق بالله إبراهيم
الواثق بالله: إبراهيم ابن ولي العهد المستمسك بالله أبي عبد الله محمد بن الحاكم بأمر
الله أبي العباس أحمد، كان جده الحاكم عهد إلى أبنه محمد ولقبه المستمسك، فمات في
حياته فعهد إلى ابنه إبراهيم هذا ظنا أنه يصلح للخلافة، فرآه غير صالح لها لما هو فيه
من الانهماك في اللعب ومعاشرة الأراذل، فعدل عنه وعهد إلى المستكفي ابنه، أعني
ابن الحاكم وهو عم إبراهيم، فكان إبراهيم هو السبب في الوقيعة بين الخليفة المستكفي
والسلطان، بعد أن كانا كالأخوين، لما كان يحمله إليه من النميمة به حتى جرى ما
جرى . فلما مات المستكفي بقوص عهد إلى ابنه أحمد، فلم يلتفت السلطان إلى ذلك وبايع إبراهيم
هذا ولقب بالواثق، إلى أن حضرت السلطان الوفاة فندم على ما صدر منه، وعزل
إبراهيم هذا وبايع ولي العهد أحمد، ولقب الحاكم وذلك في أول المحرم سنة اثنتين
وأربعين .
قال ابن حجر: راجع الناس السلطان في أمر إبراهيم هذا، ووسموه بسوء السيرة، فلم
يلتفت إلى ذلك ولم يزل بالناس حتى بايعوه، وكان العامة يلقبونه المستعطي بالله .
وقال ابن فضل الله في المسالك في ترجمة الواثق: عهد إليه جده ظنا أن يكون صالح ا ،
أو يجيب لداعي الخلافة صائح ا ، فما نشأ إلا في تهتك، ولا دان إلا بعد تنسك، أغري
بالقاذورات، وفعل ما لم تدع إليه الضرورات، وعاشر السفلة والأراذل وهان عليه من
عرضه ما هو باذل، وزين له سوء عمله فرآه حسن ا ، وعمي عليه فلم ير مسيئا إلا
محسن ا ، وغواه اللعب بالحمام، وشرى الكباش للنطاح، والديوك للنقار، والمنافسة في
المعز الزرائبية الطوال الآذان، وأشياء من هذا ومثله مما يسقط المروءة ويثلم الوقار،
وانضم إلى هذا سوء معاملة، ومشري سلع لا يوفي أثمانها، واستئجار دور لا يقوم
بأجرها، وتحيل على درهم يملأ به كفه، وسحت يجمع به فمه، وحرام يطعم منه ويطعم
حرمه، حتى كان عرضه للهوان وأكلة لأهل الأوان .
فلما توفي المستكفي، والسلطان عليه في حدة غضبه، وتياره المتحامل عليه في شدة
غلبه، طلب هذا الواثق المغتر، والمائق إلا أنه غير المضطر، وكان ممن يمشي إلى
السلطان في عمه بالنميمة، ويعقد مكائده على رأسه عقدة التميمة، فحضر إليه وأحضر
معه عهد جده فتمسك السلطان بمبايعته بشبهته، وصرف وجه الخلافة إلى جهته، وكان
قد تقدم نقض ذلك العهد، ونسخ ذلك العقد، وقام قاضي القضاة أبو عمر بن جماعة في
ص ف ح ة | 26
صرف رأي السلطان عن إقامة الخطبة باسم الواثق فلم يفعل، واتفق الرأيان على ترك
الخطبة للاثنين، واكتفي فيها بمجرد اسم السلطان.
فرحل بموت المستكفي اسم الخلافة عن المنابر كأنه ما علا ذروتها، وخلا الدعاء
للخلفاء من المحاريب، كأنه ما قرع بابها ومروتها، فكأنما كان آخر للخلفاء بني العباس
وشعارها عليه لباس الحداد، وأغمدوا تلك السيوف الحداد.
ثم لم يزل الأمر على هذا حتى حضرت السلطان الوفاة، وقرع الموت صفاه، فكان
مما أوصى به رد الأمر إلى أهله، وإمضاء عهد المستكفي لابنه، وقال: الآن حصحص
الحق، وحنا على مخالفيه ورق، وعزل إبراهيم وهزل وكان قد رعى البهم، وستر اللؤم
بثياب أهل الكرم، وتسمن وشحمه ورم، وتسمى بالواثق وأين هو من صاحب هذا الاسم؟
الذي طال ما سرى رعبه في القلوب، وأقضت هيبته مضاجع الجنوب، وهيهات لا تعد
من النسر التماثيل، ولا الناموسة وإن طال خرطومها كالفيل، وإنما سوق الزمان قد
ينفق ما كسد، والهر يحكي اتنفاخا صورة الأسد، وقد عاد الآن يعض يديه، ومن يهن
يسهل الهوان عليه، هذا آخر كلام ابن فضل الله .
وقد اعتلى الخلافة من فرع ولي العهد المستمسك بالله محمد كل من الخلفاء الواثق بالله
الثاني إبراهيم، والمستعصم بالله الأول، والواثق بالله الثالث، والمستعصم بالله الثاني وهو
الخليفة الأخير من هذا الفرع، وبعده لف هذا الفرع النسيان ولم يعد أحد يأبه به أو يؤرخ
له وربما هاجر بعضهم للسودان من الغبن الذي وجدوه.
الفرع الثاني للخلافة هو فرع سليمان المستكفي بالله ويضم بقية الخلفاء العباسيين بمصر،
وما يهمنا منهم الخليفة المتوكل على الله الأول ، أبو عبد الله محمد، وذريته وهو الذي
بني عليه النسب للمصري للعبابسة المتبنى من فرع الحطاطيب.
يمكن تبين ترتيب الخلفاء العباسيين، بالألقاب على الأقل، وأزمان توليتهم، من القائمة
أدناه. تراجم هؤلاء الخلفاء متاحة على الانترنيت، إلا أنه كما ذكرنا لم يعر المؤرخون
اهتماما كافيا لفرع المستمسك بالله، وذلك فيما يخص تواريخ الميلاد والوفاة. مثلا لا
نعرف تاريخ وفاة الواثق بالله إبراهيم، مع أنه كان خليفة. هذه التواريخ مهمة لنا لنرى
معقولية انتساب العبابسة لأي من هؤلاء الخلفاء.
هذه القائمة مهمة سواء لمن يتبنى النسب المصري للعبابسة أو من يريد أن ينفي النسب
المصري عنهم. بالنسبة لفرع العبابسة الحطاطيب جد العبابسة هو الخليفة المتوكل على
الله الأول )أبو عبدالله محمد( الذي تولى الخلافة ثلاثة مرات، والذي قال السيوطي أنه
كان له 1٠٠ ولد وأن كل العباسيين في زمنه من ذريته، وهناك ترجمات كثيرة له في
الانترنت. تاريخ ميلاده غير معروف بالضبط ولكن بالتقريب.
وبالنسبة للعلماء الأزهريون السناريون أحفاد الشيخ محمد العباسي ود تومة فإن جد
العبابسة هو المستعصم بالله الثاني في هذه القائمة. وترجمته من ويكيبيديا
المستعصم بالله الثاني )المعروف أيضا بلقب المعتصم بالله(هو زكريا بن إبراهيم
الواثق بالله، كنيته أبو يحيى، وهو أحد الخلفاء العباسيين في القاهرة . تولى الخلافة
لفترة قصيرة عام 77٩ ه، )الموافق عام 1٣77 م(، ثم مجددا من 788 ه إلى
7٩1 ه ) 1٣86 م إلى 1٣8٩ م(.
واستمرت الخلافة العباسية بمصر إلى أن فتحها العثمانيون. وكان آخر الخلفاء العباسيين
يمصر هو المتوكل على الله الثالث الذي ترجمته في ويكيبيديا:
محمد بن يعقوب بن عبد العزيز الذي يلقب المتوكل على الله عند تنازل
أبوه المستمسك بالله عن الخلافة له عام 1٥٠7 م، فحكم حتى 1٥16 م، ثم عزل ثم
عاد ليحكم لبضع من سنة أخرى عام 1٥17. م
كان المتوكل آخر الخلفاء العباسيين، الذين كانت عاصمة دولتهم انتقلت إلى القاهرة
بعد أن سقطت بغداد عام 12٥8 م وأعدم المستعصم على يد المغول، وقد كانت
خلافتهم في القاهرة صورية إذ كانت السلطة الحقيقية في يد المماليك . في عام 1٥17 م هزم السلطا ن العثماني سليم الأول قانصوه الغوري في معركة
مرج دابق ثم طومان باي في معركة الريدانية ودخل القاهرة وأ سر المتوكل،
خليفة المسلمين، وأخذ إلى إسطنبول حيث أوصى وفق المصادر الإسلامية على
أن تؤول الخلافة بعد موته إلى السلطان العثماني ومعه آثا ر الرسول: سيفه
وب ردته . بموت المتوكل عام 1٥٤٣ م، انتقلت الخلافة الإسلامية إلى العثمانيين لتمكث في
دولتهم حتى 1٩2٤ م.
ص ف ح ة | 29
ومن ذرية المتوكل الثالث آل الخليفتي بالمدينة المنو رة، وحامد العباسي الذي أنشأ صفحة
على الفيسبوك باسم جده. وأنساب هؤلاء مهمة ويمكن المقارنة معها، لأن النسابة عادة
يعتنون بأنساب المشاهير، من ملوك وأمراء وخلفاء وغيرهم، أكثر من الآخرين، وبذلك
تكون أكثر توثيقا. على سبيل المثال، إذا كنت فعلا من ذرية المتوكل على الله الثالث هذا،
فإن سلسلة نسبك حتى 1543 م محققة، وما عليك إلا التحقق من الأسماء والأزمان في
الفترة القصيرة نسبيا من 1543 م إلى الوقت الحاضر.
وقد تمت مقارنة النسب المعتمد من معظم فروع العبابسة مع نسب حامد العباسي فلم يكن
هناك ما يثير الشكوك فيما يتعلق بعدد الأسماء أو التواريخ.
ص ف ح ة | 30
عيسى بن موسى بن أبي محمد
نفرد مساحة هنا لعيسى بن موسى بن محمد الذي ورد اسمه في أعمدة نسب كثيرة لأحفاد
شرف الدين في مصر والسودان وبلاد النوبة كما أشار لذلك النسابة حاتم بن أحمد العباسي
رحمه الله، ومنها عمود النسب أدناه الذي تعتمده معظم فروع العبابسة
شرف الدين بن يعقوب بن سعد الدين بن عز الدين بن يعقوب بن عبد الرحمن
بن محمد بن عيسى بن موسى بن محمد بن جعفر المتوكل على الله الخليفة
العباسي البغدادي
ولا يبدو أن نساخ النسب كانوا يلقون بالا لهذا الجد أو يعرفون عنه شيئا، بل يبدو أنهم
كانوا يمرون عليه كأي اسم آخر في عمود النسب. لكن مع توفر وسائل البحث الحديثة
ونجاعتها أمكن التوصل لمعلومات قيمة عن هذا الجد ينبغي على كل فرد من العبابسة
التعرف عليها.
يجب الانتباه عند البحث أن هناك شخصا عباسيا آخر أكثر شهرة بنفس الاسم هو عيسى
بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أبو موسى الهاشمي،
ابن عم الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور الذي جعله السفاح ولي عهده بعد المنصور،
فلما ولي المنصور أخره وجعله ولي عهده بعد ابنه المهدي. وكان جليلا في أهل بيته.
ولد سنة ثلا ث ومئة - وقيل سنة أربع - وشهد حرب محمد وإبراهيم وهو ابن ثلا ث
وأربعين سنة، وكان قتلهما على يديه؛ ولما قتلا شرع المنصور في تأخير عيسى وتقديم
ابنه المهدي عليه في ولاية العهد في سنة سبع وأربعين ومئة .
يشير التسلسل إلى أن عيسى بن موسى حفيد محمد أبي محمد بن جعفر المتوكل على الله.
وكما هو معلوم فإن للمتوكل عشرة أبناء كلهم باسم محمد ويفرق بينهم بالكنى والألقاب.
وقد مر علينا من قبل محمد أبوعيسى، من أبناء المتوكل، الذي من ذريته ابن شفنين. ولا
نعرف أي معلومات إضافية عن محمد أبي محمد ولا عن ابنه موسى والد عيسى. لكن
البحث كشف عن حفيدين لعيسى بن موسى أحدهما علي بن أحمد بن عيسى بن موسى
المذكور والآخر هو لطف الله بن عيسى بن موسى المذكور.
يبدو أن أول من ذكر عيسى بن موسى بن محمد هو الخطيب البغدادي، ثم توالى ذكره
في مراجع أخرى كثيرة، نقلا فيما يبدو عن الخطيب البغدادي. من الذين اهتموا بعيسى
بن موسى أيضا المشتغلين بالحديث النبوي. نلقي نطرة أولا على ترجمة عيسى بن موسى
كما وردت في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي
ص ف ح ة | 31
عيسى بن موسى بن أبي م ح مد بن المتوكل على الله، أبو الفضل الهاشمي : سمع محمد بن خلف بن المرزبان، وأبا بكر بن أبي داود السجستاني، ومن في
طبقتهما وبعدهما. ح دث نا عنه أبو علي بن شاذان .
وكان ثقة ثبتا، حسن الأخلاق، جميل المذهب .
حكى لي الأزهري أن أبا الفضل بن المتوكل لازم أبا بكر بن أبي داود في سماع
الحديث منه نيفا وعشرين سنة، ومكث طول تلك المدة يشتهي أكل الهريسة في
أول النهار، فلا يتمكن من ذلك لبكوره إلى مجالس السماع .
وقال لي علي بن أحمد بن عيسى المتوكل: قال لي هلال بن محمد الحفار: قال
لي جدك عيسى بن موسى بن محمد المتوكل: مكثت ثلاثين سنة أشتهي أن
أشارك العامة في أكل هريسة السوق، فلا أقدر على ذلك لأجل البكور إلى سماع
الحديث! قال لي علي بن أحمد: وجد أبي الفضل اسمه محمد وكنيته أبو محمد.
قال : ومولد جدي أبي الفضل في سنة ثمانين ومائتين، وأول سماعه في سنة تسعين
ومائتين .
ح دث ني الأزهري عن ابن الفرات قال: كان أبو الفضل عيسى بن المتوكل سريا
ثقة كثير الكتاب .
قا ل م ح مد بن أ بي الفوارس: توفي أ ب و الفضل بن المتوكل الهاشمي يوم السبت
في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاثمائة .
وكما تشير هذه الترجمة فإن عيسى بن موسى كرس جل وقته للسماع للحديث وروايته،
بل إن لديه كتابا في الحديث يضم حصيلة ما جمعه من جلسات الاستماع، وكان هذا
الكتاب بحوزة حفيده علي بن أحمد الهاشمي، ولا بد أن هذا الكتاب كان يضم كثيرا من
ص ف ح ة | 32
الأحاديث وإلا ما جاز عليه وصف كتاب. تأمل مثلا حديث حفيده على بن أحمد الهاشمي
للخطيب البغدادي فيما يخص أحد الأحاديث الشهيرة وأقصد به حديث تفترق أمتي:
لاحظه يقول هذا كتاب جدي أي انه كان بحوزته. وقد تكررت الإشارة إلى هذا الكتاب
أكثر من مرة. انظر أيضا الحديث التالي مأخوذا من الرابط أسفله في موقع أرشيف
الإسلام على الشبكة.
https://islamarchive.cc/H_645084
ص ف ح ة | 33
وكمثال آخر، والمتحدث دائما هو الخطيب البغدادي، انظر هذا المقتطف من كتاب بغية
الطلب في تاريخ حلب لابن العديم، على الرابط أسفله.
https://al-maktaba.org/book/10798/1346
ومثال آخر هذا الحديث الذي يشكل حضورا ملحوظا على الانترنت، غير أنه نادرا ما
يكون مصحوبا بسلسلة الرواة.
قال الخطيب البغدادي :
حدثني علي بن أحمد بن عيسى الهاشمي قال: هذا كتاب جدي أبي الفضل عيسى
بن موسى بن أبي محمد بن المتوكل على الله، فقرأت فيه: حدثني محمد بن داود
النيسابوري، حدثنا أبو يحيى الخفاف - زكريا بن داود - حدثنا عبيد الله بن محمد
بن يزيد بن خنيس، حدثنا معاوية بن عبد الله العثماني
قال: ركب مع أبي بكر بن عياش - في سفينة - مرجئ ورافضي وحروري
فاختلفوا فيما بينهم، فجاءوا إلى أبي بكر بن عياش فقالوا: احكم بيننا.
فقال: قد عرفتم خلافي لكم كلكم.
قالوا: على ذلك احكم بيننا.
فقال للرافضي: في الدنيا قوم أجهل منكم؟ تزعمون أن هذا الأمر كان لصاحبكم،
فتركه حياته وسلمه لغيره، ثم تبغون أن تأخذوا له به بعد وفاته؟
ص ف ح ة | 34
ثم قال للحروري: تتورعون عن قتل النساء والولدان وتستحلون سفك دماء
المسلمين.
ثم قال للمرجئ: أنت أحمق الثلاثة، هذان يزعمان أنك في النار، وأنت تشهد أنهما
في الجنة .
في الرابط
http://shiaonlinelibrary.com
تحت العنوان: تاريخ بغداد - الخطيب البغدادي - ج 1٤ - الصفحة ٣8٠
وما زالت الأمثلة تترى. نقرأ من الرابط
http://www.shiaonlinelibrary.com حدثني علي بن أحمد بن عيسى بن موسى بن أبي محمد بن المتوكل على الله قال:
هذا كتاب جدي، فقرأت فيه حدثني أبو بكر محمد بن داود النيسابوري،
حدثنا محمد بن غالب بن حرب، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا غياث بن
إبراهيم . قال قال لي المهدي: ما صنعتك؟ قلت: صنعة المفاليس. قال: وما صنعة
المفاليس؟ قلت: طلب الحديث .
ولا نجد أثرا لهذا الكتاب خلاف الإشارات له في هذه الأحاديث المتفرقة، ولا يستبعد أن
يكون قد فقد مع غزو المغول لبغداد. ولكن بعض الأحاديث التي رواها عيسى بن موسى
وجدت طريقها للانتشار ربما بفضل تلامذته ومن كان يستمعون له في جلسات الحديث.
وهناك ترجمة لعيسى بن موسى في موقع موسوعة رواة الحديث، منقولة حرفيا من
الترجمة التي أوردناها من قبل عن تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، ورابط هذا الموقع
موسوعة رواة الحديث
http://hadithtransmitters.hawramani.com
ترجمة رقم 7٥٥81
أما بعض الأحاديث التي رواها عيسى بن موسى فنجدها في
ص ف ح ة | 35
موسوعة الحديث
https://hadith.islam-db.com/all-narrators
وهناك موقع آخر اسمه أرشيف الإسلام أفرد حيزا لعيسى بن موسى بن أبي أحمد وبين
رتبته وطبقته وشيوخه وتلامذته، وتقييمه من بعض العلماء، مما يؤسس لدرجته في
الجرح والعدالة. رابط الموقع
https://islamarchive.cc/narrators?id=26158
تقييم بعض العلماء لعيسى بن موسى في الجرح والعدالة
وسنورد هنا لقطات من موقع موسوعة الحديث للأحاديث المنسوب روايتها لعيسى بن
موسى، وإن كانت لا تشمل كل الأحاديث التي رواها، بدليل أن حديث افترقت أمتي ليس
من ضمنها وإنما في مصدر أخر. العجيب أن موسوعة الحديث نسبت حديثا لعيسى بن
موسى بن أبي محمد بالخطأ، فعند الفحص يتضح بأنه لعيسى بن موسى الآخر ابن عم
المنصور المذكور الذي نبهنا إليه من قبل.
والسبب في أن عيسى بن موسى المذكور في هذا الحديث ليس عيسى بن موسى بن محمد
هو أن الأخير عاش بعد زمن أبي نواس.
تجدر الإشارة إلى أن رتبة عيسى بن موسى في رواية الحديث هي "ثقة ثبت" وهي تعني
في مصطلح الحديث، فيما يبدوأنه يمكن الاطمنئان إلى صدقه. كما أنه من الطبقة 1٥ .
نستعرض الآن بقية الأحاديث.
كما سبق أن ذكرنا هناك شخصان من أحفاد عيسى بن موسى ذكرهما الخطيب البغدادي
في تاريخ بغداد، هما علي ولطف الله ابنا أحمد بن عيسى بن موسى بن محمد. وعلي هو
الذي أخذ منه الخطيب المعلومات عن جده وكان بحوزته كتاب جده في الحديث كما
يتضح من سياق الكلام عن عيسى بن موسى عند الخطيب. ولكن، مما يؤسف له، فإن
الخطيب لم يفرد ترجمة لعلي بن أحمد هذا. هذه الترجمة إن وجدت كانت ستجسر الهوة
بين الشيخ شرف الدين وعيسى بن موسى بن محمد.
اما لطف الله فهو شاعر وقد كان ضريرا، وهناك ترجمة له على الرابط
https://www.arabehome.com/poetry/%D9%82%D8%A7%D9%8٤%D8%AA--%D8%B٣%D٩%8٤%D8%A7-
%D9%88%D8%AF%D9%86%D8%A7--%D9%88%D8%AD%D8%A7%D9%84-%D9%88%D9%84%D9%85
ص ف ح ة | 42
لطف الله بن أحمد بن عيسى بن موسى بن أبي محمد بن المتوكل على الله الهاشمي
المتوكلي الدرزيجاني: شاعر ضرير، من شعراء دمية القصر، من احفاد الخليفة
المتوكل على الله العباسي كان من أصدقاء والد الباخرزي فترجم له في الدمية
قال : الشريف ل طف الله الهاشمي: أنشدني الشيخ والدي، رحمة الله عليه، قال: ورد
هذا الشريف علينا فج مل ناحيتنا، وأفادنا من أعلاق فضله، وز ودنا من ثمار عقله.
فكان مما أنشدنا لنفسه قوله :
قالت: سلا و دنا، وحا ل ولم
أس ل في جري به ولم أ ح ل
عند ك قلبي فقل بيه وإ ن
وج د ت فيه سوا ك فانتقلي
وترجم له السمعاني في مادة " ال د رزيجاني" قال هذه النسبة إلى درزيجان، بفتح
الدال المهملة وسكون الراء وكسر الزاي وفتح الجيم وفي آخرها النون، هذه النسبة
إلى درزيجان، وهي قرية على ثلاثة فراسخ من بغداد وهي من مشاهير القرى
اجتزت بها منصرفي من البصرة، منها.
وأبو الفضل لطف الله بن أحمد بن عيسى بن موسى بن أبي محمد بن المتوكل
على الله الهاشمي الدرزيجاني، ولي الخطابة بها، وله رحلة إلى سجستان والبصرة
وغيرهما، ذكره أبو بكر الخطيب في التاريخ، وقال: أبو الفضل الهاشمي، كان ذا
لسان وعارضة، وولي القضاء والخطابة بدرزيجان، وكان يروي من حفظه
حكايات عن محمد بن المعلي البصري وغيره، كتبنا عنه، وكان ضريرا ...مات
لطف الله في يوم الجمعة الحادي عشر من صفر سنة ثمان وعشرين وأربعمائة،
)الموافق ٣ / 12 / 1٠٣6 م(.
هذا ما وجدته عن لطف الله. لاحظ انه توفي أواخرسنة 1٠٣6 ميلادية، وسقوط
بغداد كان عام 12٥8 ميلادية. المفترض أن جدنا شرف الدين غادر بغداد في
تلك السنة وعمره تقديرا حوالي الثلاثين. هذه التواريخ مهمة للتأكد من أن سلسلة
الاسماء تتناسب مع السنوات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق